‏إظهار الرسائل ذات التسميات بصمة أنثى. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات بصمة أنثى. إظهار كافة الرسائل

الأحد، 5 يناير 2020




شجرة الــــدر





شجرة الــــدر


أول ملكة في الإسلام


شجر الدرّ (أو شجرة الدّر)، (ت 1257) الملقبة بعصمة الدين أم خليل، خوارزمية الأصل، وقيل إنها أرمينية أو تركية. كانت جارية 

اشتراها السلطان الصالح نجم الدين أيوب، وحظيت عنده بمكانة عالية حتى أعتقها وتزوجها وأنجبت منه ابنها خليل الذي توفي في 2 

من صفر 648 هـ (مايو 1250م). تولت عرش مصر لمدة ثمانين يوماً بمبايعة من المماليك وأعيان الدولة بعد وفاة السلطان الصالح 

أيوب، ثم تنازلت عن العرش لزوجها المعز أيبك التركماني سنة 648 هـ (1250م). لعبت دوراً تاريخياً هاماً أثناء الحملة الصليبية 

السابعة على مصر وخلال معركة المنصورة.[1]



نسبها:


 كانت جارية من جواري الملك نجم الدين الصالح تميزت بالذكاء الحاد، والفطنة، والجمال كما أنها نالت الإعجاب بفتنتها وفنها، 

وكانت متعلمة، تجيد القراءة، والخط، والغناء. 

زواجها:

 
أعجب بها الملك نجم الدين ولقبها بشجرة الدر، بحيث أصبح لها الحق في أن تكون المالكة الوحيدة لقلبه وعقله، ثم أصبحت الشريكة 

الشرعية، وأم ولده. أرسل الأمير نجم الدين بأمرٍ من والده، لولاية وحكم حصن كيفا (وهو حصن من حصون المشارق يقع على 

حدود تركستان). ثم وردت إليه أنباء من القاهرة، تقول بان أباه الملك الكامل قد عين أخاه الصغير أبا بكر (الملك العادل) ولياً للعهد 

بدلاً منه،غضب الأمير نجم الدين من تصرف الملك؛ لأن أخاه كان طائشاً، ولأن الدولة كانت في خطر من كل الجوانب.

أقسم الأمير نجم الدين أن الخلافة لن تكون لغيره بعد أبيه. وبدأ بالمقاومة، لأنه أرشد من أخيه، وأحق منه في الخلافة. وكانت شجرة 

الدر نعم الزوجة، فقامت بمساعدة زوجها بشتى الطرق لإعادة حقه المغتصب

ولاية الملك: 


أشارت على زوجها بعقد اتفاق مع خصمهِ الملك الناصر، على أن يطلق سراح نجم الدين ليستولي على عرش مصر ومن ثم، يقدم له 


عرش الشام ونصف الخراج. حيث أن نجم الدين وقع أسيراً لدى الملك الناصر داوود مع زوجته وعدد من الجنود.


ثم سار الملك الصالح إلى القاهرة وهزم أخاه العادل نجم الدين، وأسره في قلعة صلاح الدين. وبهذا تكون شجرة الدر نالت مرادها 


وأوصلت زوجها نحو المجد والسلطة ويقال أن الملك لويس التاسع شن الحملة، ليوفي بنذره، بعد أن شفي من مرضه، فجهز جيشاً 


وأبحر من مرسيليا عام 1249. وفي هذه الأثناء كان الملك الصالح مريضاً، إلا إنه استعد للأمر، واتخذ من المنصورة مركزاً للقيادة 


العامة، وولاها للأمير فخر الدين نزولاً عند رغبة شجرة الدر، التي أثبتت على أنها قادرة على مواجهة الصعاب، وأقسمت لزوجها 


على أن الصليبين سيقتلون في حملتهم. وبعد وصول الغزاة إلى مصر عام 1249. أخفت نبأ وفاة الملك، وذلك لشدة حكمتها ودهائها


وذلك خشية حدوث البلبلة في الدولة، وبخاصة صفوف الجيش، وحتى تتغلب على العدو، وكذلك حتى لا ينصرف اهتمام أمراء بني 


أيوب والمماليك إلى تولي العرش، وساعدها على ذلك الأمير فخر الدين. واستمر الحال في القصر الملكي كالسابق. ولكن عندما 


لاحظت شجرة الدر، أن خبر وفاة زوجها أوشك أن ينكشف وأن العدو أيضاً على وشك الانهزام. قامت باستدعاء، ابن زوجها 


تورانشاه وأمرت رجال الدولة والجيش أن يحلفوا له يمين الولاء، وأن يدعي لها على المنابر في المساجد؛ وذلك لتبقى السلطة في 


يدها، وتصرف أمور الدولة كما تشاء. وذلك إن دل فيدل على ذكائها ودهائها. وقبل وصول تورانشاه، قامت شجرة الدر بوضع خطة 


حربية مع القوات، وأمراء المماليك وظلت تشرف على تنفيذها، ومراقبة سير المعركة في المنصورة عن قرب. وحتى أنها كانت 


تعاون الأهالي مع الجنود، في صد هجمات الأعداء والرد عليهم. إلى أن انتصر المسلمون عام 1250. لم يدم حكم تورانشاه أكثر من 


شهرين، وذلك لفساده وطغيانه. وقام بإبعاد رجال الدولة الأكفاء، وأخذ يهدد زوجة أبيه شجرة الدر، ويطلب ما تبقى من ثروة أبيه ولم 


يكتف بذلك بل قام باستفزاز مماليك البحرية، حتى لقي مصرعه على يد بيبرس. وافق الكل في مصر على تولي شجرة الدر العرش، 


بعد مصرع تورانشاه. كان عهد شجرة الدر مزدهرأً، أظهرت خلاله قدرتها وجدارتها في الحكم. لم تكن حكومتها استبدادية، لا تشرع 


في عمل من الأعمال حتى تعقد مجلس المشاورة، ولا تصدر قراراً إلا بعد أخذ رأي وزرائها ومستشاريها. وقامت بنشر راية السلام 


أيضاً، فأمن الناس خلال فترة حكمها. 


في عصرها نبغ العديد من الأدباء والشعراء المصريين مثل، بهاء الدين زهير، وجمال الدين بن مطروح، وفخر الدين بن الشيخ. 


وفي عهدها أيضاً قامت بعمل جيد، وهو تسيير المحمل كل عام من مصر إلى الحجاز في موسم الحج، ولم تزل عادة تسيير المحمل 


المصري متبعة إلى اليوم، فهو يذهب كل عام إلى بيت الله الحرام حاملاً كسوة الكعبة، والمؤن والأموال لأهل البيت، مصحوباً بفرقة 


كبيرة من الجيش لحماية الحجاج. عرفت شجرة الدر بعدة ألقاب خلال حكمها مثل الملكة عصمة الدين، والملكة أم خليل، وأخيراً 


الملكة شجرة الدر أم خليل المستعصمية، نسبة إلى الخليفة المستعصم، وذلك خوفاً من أن لا يعترف بها الخليفة العباسي، الذي كان 


يجلس على عرش العباسيين في بغداد آنذاك. ودعي لها على المنابر، كدعاء الخطباء كل جمعة في المساجد. كما أصبحت الأحكام 


تصدر باسمها، ونقش اسمها على الدراهم والدنانير. 


ولم يرق للعباسيين أن تتولى امرأة عرش مصر. مما أدى إلى نشوب الكثير من الخلافات بين الأمراء والزعماء في مصر والشام 


ولذلك اتخذت من الأمير عز الدين أيبك مقدماً للعساكر، ثم تزوجته، وبفعلتها هذه أمنت كلام الناس واعتراض العباسيين لها. شريطة 


أن يطلق زوجته ويتخلى عن ولده المنصور علي، حتى لا ينتقل العرش إلى ابنه، وأطلق عليه اسم الملك المعز.


نهايتها ووفاتها: 



مرت الأيام إلى أن أصبح زمام الأمور داخل مصر وخارجها، في يد زوجها الملك المعز. وبلغها أن زوجها يريد 


خطبة ابنة الملك بدر الدين لؤلؤ، صاحب الموصل. فساءت العلاقات بين شجرة الدر وبين الرجل الذي وثقت به، وجعلته ملكاً. 


وكادت تفقد عقلها من شدة الحقد والغيرة. وعلمت أيضاً انه ينوي، إنزالها من قصر القلعة إلى دار الوزارة في القاهرة، وذلك ليتفادى 


الجدل والخصام معها، وحتى يتم تهيئة القلعة، لاستقبال العروس الجديدة.


غضبت شجرة الدر غضباً شديداً، لما فيه من جرح لمشاعرها وكبريائها. وبعد تأكدها من عزيمته في التخلص منها. كان لابد من 


التخلص منه. فدعته ذات يوم واستقبلته بصدرٍ رحب وبشاشة، وكأن شيئاً لم يكن حتى شعر بالطمأنينة ودخل الحمام، وانقض عليه 


خمسة من غلمانها الأقوياء، وضربوه إلى أن مات. ثم أذيع بأن الملك المعز توفي فجأة، ولكن لم يصدق الناس هذا النبأ. 


حاولت شجرة الدر أن يجلس أحد الأمراء المماليك على العرش لكي تحتمي بهِ، إلا أن محاولاتها باءت بالفشل، والتجأت إلى البرج 


الأحمر في القلعة عام 1257. ولكنها لم تنجُ بفعلتها، حيث تم القبض عليها من قبل الأمراء المناصرين لزوجها القتيل، وفرض عليها 


السجن المنفرد، ولاقت فيه ألواناً مختلفة من العذاب والهوان. ومن ثم تدخلت أم علي وهي زوجة الملك المعز الأولى، وحرضت ابنها 


علي على قتلها انتقاماً لأبيه. وهناك مراجع أخرى تقول بأنه، تم قتلها على يد الجواري اللاتي واصلن ضربها بالقباقيب إلى أن 


فارقت الحياة. وهكذا عاشت شجرة الدر، مكرمة وجليلة، ذات نفوذٍ وقوة، ولكنها ماتت ميتةٍ ذليلة ومهينة. 

إلا أن التاريخ خلد ذكراها وذكر الخدمات التي قدمتها للمسلمين ومصر. إلا أن غيرتها على كبريائها وكرامتها، كانت السبب الذي 


دفعها لارتكاب تلك الجريمة، التي أسقطتها من قمة الشهرة وقضت عليها.


ولعل هذا الأمر يتعلق بالخيانة أكثر مما يتعلق بالغيرة إلا أن النتيجة واحدة، يقال وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة وضعت هذه 


المرأة جل ثقتها بزوجها وولته عرشاً عظيماً وملكاً لا يمكن أن يراه حتى في الأحلام وماذا في المقابل ؟
كانت هذه النهاية رداً لجميلها وعرفانها. 



المراجع:

[1] “شجر الدر - ويكيبيديا.” [Online]. Available: https://ar.wikipedia.org/wiki/شجر_الدر. [Accessed: 05-Jan-2020].



الثلاثاء، 17 ديسمبر 2019


رابعة العدوية (أم الخير)


رابعة العدوية (أم الخير)




(100 هجري 717 ميلادي - 180 هجري 696 ميلادي)

تكنى بأم الخير عبدة مسلمة 



وهي إحدى الشخصيات المشهورة في عالم التصوف الإسلامي





هي رابعة بنت إسماعيل العدوي، ويرجح مولدها حوالي عام (100هـ / 717م)، من أب عابد فقير، وهي ابنته الرابعة وهذا يفسر 

سبب تسميتها رابعة فهي البنت "الرابعة".



وقد توفي والدها وهي طفلة دون العاشرة ولم تلبث الأم أن لحقت به، لتجد رابعة وأخواتها أنفسهن بلا سند يساعدهم على مر 

الأيام والفقر والجوع، فذاقت رابعة مرارة اليتم الكامل دون أن يترك والداها من أسباب العيش لهن سوى قارب ينقل الناس بدراهم 

معدودة في أحد أنهار البصرة كما ذكر المؤرخ الصوفي فريد الدين عطار في (تذكرة الأولياء).[2]



كانت رابعة تخرج لتعمل مكان أبيها ثم تعود بعد عناء طويل وبذلك أطلق الشقاء عليها رمحه وحرمت من الحنان والعطف الأبوي، 

وبعد وفاة والديها غادرت رابعة مع أخواتها البيت بعد أن دب البصرة جفاف وقحط، وباء وصل إلى حد المجاعة ثم فرق الزمن 

بينها وبين أخواتها، وبذلك أصبحت رابعة وحيدة مشردة، وأدت المجاعة إلى انتشار اللصوص وقُطَّاع الطرق، فخطفت رابعة من 

قبل أحد اللصوص وباعها بستة دراهم لأحد التجار القساة فأذاقها التاجر سوء العذاب،لقبت ب (شهيدة العشق الإلهي) كانت امرأة 

عابدة زاهدة. 

ولدت وعاشت في العراق أخذت في حياتها منهجاً في العقيدة ومنهجاً في العبادة أما هذا المنهج في العبادة فقد كانت تقول إنها لا تعبد الله خوفاً من ناره ولا طمعاً في جنته إنما كانت تحبه لجلال قدره فهو المحبوب الأعظم هي بهذا تنتمي إلى مدرستها المدرسة 

الصوفية والتي تعتبر أن الذين يعبدون الله من طمعاً بالجنة أو خوفاً من النار إنما يتعاملون مع الله أو يعبدون الله عبادة التجار

رسالة رابعة لكل إنسان كانت: أن نحب من أحبنا أولاً وهو الله.



قامت السينما المصرية بتصوير رابعة العدوية بصورة معينة بدت من خلالها لاهية عابثة في شبابها فقام الفيلسوف عبد الرحمن 

بدوي في كتابه شهيدة العشق الإلهي بتفنيد هذا التصوير وأسباب اختلافه مع الصورة التي صورتها السينما لرابعة دلالات كثيرة 

منها الوراثة والبيئة بالإضافة إلى الاستعداد الشخصي وكان جيران أبيها يطلقون عليه العابد وما كان من الممكن أن يفلت زمامها 

كما أنها رفضت الزواج بشدة


كانت رابعه صوفية بحق يدفعها حب قوي دفاق للانصراف عن ملذات الدنيا والتوجه نحو الدار الآخرة علها تنعم برؤية محبوبها 

الأسمى خالقها وبارئها.

تمتعت رابعة بموهبة الشعر وتأججت تلك الموهبة بعاطفة قوية ملكت كيانها فأخذت الكلمات تبحر في شرايينها مارة بقلبها قبل أن 

تخرج للملأ على شكل رسالة عسى أن تصيبهم عدوى التصوف ويسعدوا بحب المولى

ومن أشعارها في إحدى قصائدها التي تصف حب الخالق تقول:


عـرفت الهـوى مذ عرفت هـواك        وأغـلـقـت قلـبـي عـمـن سـواك
وكــنت أناجيـــك يـــا من تــرى         خـفـايـا الـقـلـوب ولسـنـا نـراك
أحبـــك حـبـيــن حـب الهـــــوى          وحــبــــاً لأنـــك أهـــل لـــذاك
فــأما الــذي هــو حب الهــــوى          فشـغلـي بـذكـرك عـمـن سـواك
وأمـــا الـــذي أنــت أهــل لــــه          فكـشـفـك للـحـجـب حـتـى أراك
فـلا الحـمد فـي ذا ولا ذاك لـــي          ولـكـن لك الـحـمـد فـي ذا وذاك
أحبــك حـبـيـن.. حــب الهـــوى          وحــبــــاً لأنــــك أهـــل لـــذاك
وأشتـاق شوقيـن.. شوق النـوى           وشـوق لقرب الخلـي من حمـاك
فأمـا الــذي هــو شــوق النــوى          فمسـري الدمــوع لطــول نـواك
وأمــا اشتيـــاق لقـــرب الحمـــى         فنــار حيـــاة خبت فــي ضيــاك
ولست على الشجو أشكو الهوى          رضيت بما شئت لـي فـي هداكـا


رابعة العدوية (أم الخير)

قصيدة كأسي:


كأسي وخمري والنديم ثلاثة
وأنا المشوقة في المحبة: رابعه

كأس المسرة والنعيم يديرها
ساقي المدام على المدى متتابعه

فإذا نظرت فلا أُرى إلا له
وإذا حضرت فلا أُرى إلا معه


وتخللت مسلك الروح مني
وبه سمى الخليل خليلا

فإذا ما نطقتُ كنت حديثي
وإذا ما سكتُ كنت الغليلا


قصيدة راحتي في خلوتي: 


راحتي يا أخوتي في خلوتي      وحبـــــيبي دائماً في حضرتي
لم أجد لي عن هـواه عوضاً     وهـــــواه في الــــبرايا محنتي
حيثما كنت أشاهد حسنه          فـــــهو محرابي إليه قبــــلتي

   إن أمت وجداً وماثم رضا        واعناني في الورى وشـــــــقوتي
يا طبيب القلب يا كل المنى       جد بوصل منك يشفي مهجتي

 يا ســروري وحياتي دائماً         نشأتي منك وأيضاً نــــــشوتي
قد هجرت الخلق جميعاً أرتجي     منك وصلاً فهل أقضي أمنيتي

من أقوالها

محب الله لا يسكن أنينه وحنينه حتى يسكن مع محبوبه.
اكتموا حسناتكم كما تكتمون سيئاتكم.
إني لأرى الدنيا بترابيعها في قلوبكم، إنكم نظرتم إلى قرب الأشياء في قلوبكم فتكلمتم فيه
سئلت رابعة أتحبين الله تعالى؟ قالت: "نعم أحبه حقا"، وهل تكرهين الشيطان؟ فقالت: "إن حبي لله قد منعني من الاشتغال 
."بكراهية الشيطان

توفيت رابعة وهي في الثمانين من عمرها سنه (180 للهجري) وبذلك فقدنا علماً من أعلام التصوف الإسلامي

 وقد بني في القاهرة عام 1993 مسجد على اسم رابعة العدوية بمدينة نصر وأطلق على الميدان المقابل للمسجد اسم ميدان رابعة 
العدوية.



الأحد، 8 ديسمبر 2019


الخنساء


الخنساء


  بداية نلمح إلى أن الشعر العربي ذو مكانة بالغة اكتسبها منذ بدايات اللغة العربية مروراً بـ (العصر الجاهلي والعباسي وعصر الانحطاط -عصر النهضة وصولاً إلى العصر الحديث).

 وفي كل عصر من تلك العصور كان للشاعرات العربيات بصمة واضحة وضوح الشمس جعلت من أسمائهن شعلةً خالدة عبر الزمن.

 حيث جادت الشاعرات في مختلف المواضيع الشعرية من (رثاء -غزل- حب- وصف....) ومن أشهر الشاعرات العربيات (الخنساء -صفية بنت ثعلبة- ميسون بنت بحدل- رابعة العدوية- ولادة بنت المستكفي- نازك الملائكة- غادة السمّان) وغيرهنَّ الكثيرات.

 أما اليوم سنكون في ذكرى خالدة للشاعرة (الخنساء)


الخنساء: هي تماضر بنت عمرو بن الحارث من بني سليم من قيس عيلان توفيت عام 645 ميلادي

 عاشت في الجاهلية الفترة الأطول من حياتها ولكنها أدركت الإسلام ودخلت فيه.

 تعدّ من أشهر الشاعرات العربيات على الإطلاق،

كثرت أشعارها في رثاء أخويها صخر ومعاوية اللذين قتلا في الجاهلية.

أَعَينَيَّ جودا وَلا تَجمُدا             أَلا تَبكِيانِ لِصَخرِ النَدى

 أَلا تَبكِيانِ الجَريءَ الجَميلَ           أَلا تَبكِيانِ الفَتى السَيِّدا

إِذا القَومُ مَدّوا بِأَيديهم               إِلى المَجدِ مَدَّ إِلَيهِ يَدا

 فَنالَ الَّذي فَوقَ أَيديهم          مِنَ المَجدِ ثُمَّ مَضى مُصعِدا

 يُكَلِّفُهُ القَومُ ما عالُهُم             وَإِن كانَ أَصغَرَهُم مَولِدا
   
       تَرى المَجدَ يَهوي إِلى بَيتِه          يَرى أَفضَلَ الكَسبِ أَن يُحمَدا 

وَإِن ذُكِرَ المَجدُ أَلفَيتَهُ           تَأَزَّرَ بِالمَجدِ ثُمَّ اِرتَدى



 كيف لا ترثي أخويها وقد كانا سندها الوحيد في هذه الدنيا فترةً طويلةً من الزمان حيث أنها كانت محل رعايتهما ورفضت 

الزواج في بداية شبابها فتكونت لها شخصية قوية مطمئنة ما من شيء يقضَّ مضجعها فكانت عاقلة حازمة لا يجرؤ أحد على 

التهجم عليها أو التحدث عنها بل على العكس تماماً قاموا بمديحها فقد قال عنها النابغة الذبياني (الخنساء أشعر الجن والإنس).


وقد سُئِل جرير مرة: من أشعر الناس؟
 فقال أنا، لولا الخنساء فقيل له: فبمَ فضلتك؟
 فقال بقولها:
 إن الزمان وما يغني به عجب     أبقى لنا ذنباً واستؤصل الراس
 إن الجديدين في طول اختلافهما   لا يفسدان ولكن يفسد الناس 

 وزادت في  رثاءِ أخويها فقالت:
 وإنّ صخراً لوالينا وسيدنا    وإن صخراً إذا نشتو لنحَّار
 وإنّ صخراً لتأتمُّ الهداةُ به     كأنه علم في رأسه نار
مثلَ الرُدَينيِّ لم تنفَذ شبيبَتُهُ   كأنه تحت طي البرد أسوارُ

وقالت تنعي أخاها معاوية:

أَلا لا أَرى في الناسِ مِثلَ معاوية   إِذا طَرَقَت إِحدى اللَيالي بِداهِيَه
أَلا لا أَرى كَالفارِسِ الوَردِ فارِساً    إذا ما عَلَتهُ جُرأَةٌ وَعَلانِيَه
فَأَقسَمتُ لا يَنفَكُّ دَمعي وَعَولَتي     عَلَيكَ بِحُزنٍ ما دَعا اللَهَ داعِيَه


 ويعرف عنها حبها الشديد للإسلام حيث أن شعرها اكتسب طابعاً مفاخراً ومدافعاً عن الدين 


 يروى أنها دخلت على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وهي تَلبس صداراً من شعر الحيوان يغطي عنقها إلى سرتها، كان 

الجاهليون يلبسونه حداداً على الأموات

 فقالت لها أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:

ما هذا يا خنساء أما علمت أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك

أجابتها الخنساء: والله لم أعلم ولكن لهذا الصدار قصة دعتني إلى لبسه فقالت حدّثيني بهذه القصة

قالت زوّجني أبي لسيّد قومه وكان رجلا ًمبذراً أسرف في ماله حتى أنفذه فأتيت أخي صخراً أستعينه فقسم ماله شطرين وأعطاني 

أحسن الشطرين ولكنّ زوجي عاد إلى إسرافه وتبذيره حتى أذهب المال فقسم صخر ٌماله مرة ثانية وأعطاني أحسنه فقالت له زوجته مغتاظة:


أما ترضى أن تعطيها النصف حتى تعطيها الخيار فأجابها:

 والله لا أمنحها شرارها       وهي التي أرحض عني عارها
 ولو هلكتُ خرقت خمارها    واتخذَت من شعر صدارها


 ومنذ ذلك الوقت آلت الخنساء ألا يفارق الصدار جسدها ما بقيت وفاءً لذكرى أخيها الذي قاسمها ماله مرتين.


الخنساء


صورة الخنساء في الإسلام


فقد اتخذ شعرها منحىً وطابعاً مدافعاً ومفاخراً عن الإسلام فها هي تبرز بقوة في معركة القادسية وفي صحبة أولادها الأربعة وذلك في السنة الرابعة عشر للهجرة.

حيث شاركت الخنساء في معركة القادسية ضمن جمع النسوة يخدمن الجيش ، يطعمن ويسقين ويرعين أمور الجند ويرددن الجرحى والقتلى إلى معسكر المسلمين
إلا أنّ المعركة طالت واشتدت على المسلمين واغتمَّ جميع المسلمين من وهلها ووقعها فقامت الخنساء وجمعت أولادها الأربعة عشية الليلة الثالثة من ليالي المعركة وخطبت فيهم قائلة:
يا بني إنكم أسلمتم طائعين وهاجرتم مختارين ووالله الذي لا إله غيره إنكم لبنو رجل واحد كما إنكم بنو امرأة واحدة ما خنت أباكم ولا فضحت خالكم ولا هجنت حسبكم ولا غيرت نسبكم وإنكم تعلمون ما أعدّه الله تعالى للمسلمين من الثواب الجزيل في حرب الكافرين
 اعلموا يا أبنائي أن الدار الباقية خير من الدار الفانية والله تعالى يقول:
((يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتّقوا الله لعلكم تفلحون)). 
 وفي اليوم الرابع من المعركة خرج أبناء الخنساء إلى المعركة حاملين نصائح أمهم فتقدم الأول منشداً

يا إخوتي إنّ العجوز الناصحة    قد نصحتنا إذ دعتنا البارحة
مقالةً ذات بيان واضحة            فباكروا الحرب الضروس الكالحة

وتقدّم وقاتل حتى استشهد

فأنشد ثانيهم قائلاً:

 إن العجوز ذات حزم وجلد    والنظر الأوفق والرأي السديد
 قد أمرتنا بالسداد والرشد   نصيحة منها وبراً بالولد
 فباكروا لحرب حماة في العدد   أما الفوز بارد على الكبد
 أو ميتةً تورثكم عز  الأبد    في جنة  الفردوس والعيش الرغد

ثم شدّ على الأعداء فقاتلهم حتى استشهد

فقال الثالث:

 والله لا نعصي العجوز حرفاً   وقد أمرتنا حدباً وعطفا
 نصحاً وبراً صادقاً ولطفاً    فبادروا الحرب الضروس زحفا
 حتى تلفّوا آل كسرى لفا     أو تكشفوهم عن حماكم كشفاً

ثم قاتل حتى استشهد

فتقدم الرابع قائلاً:

 لست للخنساء ولا للأخرم    ولا لعمرو ذي السناء الأقدم
 إن لم أرد في الجيش جيش الأعجم    ماضٍ على الهول خضم خضرم
 إما الفوز عاجل ومغنم     أو وفاة في سبيل الأكرم

ثم اخترق صفوف الأعداء ونال شرف الشهادة بعد أن نكل بهم


الخنساء



 وفي ذلك اليوم سمعت الخنساء خبر نصر المسلمين في المعركة إلى جانب خبر استشهاد أولادها الأربعة فما كان منها وهي التي أمضت شبابها ترثي أخويها إلا أن رفعت يديها الى السماء لتقول بقلب صادق ولسان واثق
الحمد لله الذي شرَّفني باستشهادهم وإني لأرجو أن يجمعني بهم في مستقر رحمته

هذا هو الإيمان يا أخواتي يصنع المعجزات
 رحم الله الخنساء ورحم أولادها ونفعنا بذكراهم


الأقسام

الأكثر مشاهدة

أرشيف المدونة