الثلاثاء، 17 ديسمبر 2019


رابعة العدوية (أم الخير)


رابعة العدوية (أم الخير)




(100 هجري 717 ميلادي - 180 هجري 696 ميلادي)

تكنى بأم الخير عبدة مسلمة 



وهي إحدى الشخصيات المشهورة في عالم التصوف الإسلامي





هي رابعة بنت إسماعيل العدوي، ويرجح مولدها حوالي عام (100هـ / 717م)، من أب عابد فقير، وهي ابنته الرابعة وهذا يفسر 

سبب تسميتها رابعة فهي البنت "الرابعة".



وقد توفي والدها وهي طفلة دون العاشرة ولم تلبث الأم أن لحقت به، لتجد رابعة وأخواتها أنفسهن بلا سند يساعدهم على مر 

الأيام والفقر والجوع، فذاقت رابعة مرارة اليتم الكامل دون أن يترك والداها من أسباب العيش لهن سوى قارب ينقل الناس بدراهم 

معدودة في أحد أنهار البصرة كما ذكر المؤرخ الصوفي فريد الدين عطار في (تذكرة الأولياء).[2]



كانت رابعة تخرج لتعمل مكان أبيها ثم تعود بعد عناء طويل وبذلك أطلق الشقاء عليها رمحه وحرمت من الحنان والعطف الأبوي، 

وبعد وفاة والديها غادرت رابعة مع أخواتها البيت بعد أن دب البصرة جفاف وقحط، وباء وصل إلى حد المجاعة ثم فرق الزمن 

بينها وبين أخواتها، وبذلك أصبحت رابعة وحيدة مشردة، وأدت المجاعة إلى انتشار اللصوص وقُطَّاع الطرق، فخطفت رابعة من 

قبل أحد اللصوص وباعها بستة دراهم لأحد التجار القساة فأذاقها التاجر سوء العذاب،لقبت ب (شهيدة العشق الإلهي) كانت امرأة 

عابدة زاهدة. 

ولدت وعاشت في العراق أخذت في حياتها منهجاً في العقيدة ومنهجاً في العبادة أما هذا المنهج في العبادة فقد كانت تقول إنها لا تعبد الله خوفاً من ناره ولا طمعاً في جنته إنما كانت تحبه لجلال قدره فهو المحبوب الأعظم هي بهذا تنتمي إلى مدرستها المدرسة 

الصوفية والتي تعتبر أن الذين يعبدون الله من طمعاً بالجنة أو خوفاً من النار إنما يتعاملون مع الله أو يعبدون الله عبادة التجار

رسالة رابعة لكل إنسان كانت: أن نحب من أحبنا أولاً وهو الله.



قامت السينما المصرية بتصوير رابعة العدوية بصورة معينة بدت من خلالها لاهية عابثة في شبابها فقام الفيلسوف عبد الرحمن 

بدوي في كتابه شهيدة العشق الإلهي بتفنيد هذا التصوير وأسباب اختلافه مع الصورة التي صورتها السينما لرابعة دلالات كثيرة 

منها الوراثة والبيئة بالإضافة إلى الاستعداد الشخصي وكان جيران أبيها يطلقون عليه العابد وما كان من الممكن أن يفلت زمامها 

كما أنها رفضت الزواج بشدة


كانت رابعه صوفية بحق يدفعها حب قوي دفاق للانصراف عن ملذات الدنيا والتوجه نحو الدار الآخرة علها تنعم برؤية محبوبها 

الأسمى خالقها وبارئها.

تمتعت رابعة بموهبة الشعر وتأججت تلك الموهبة بعاطفة قوية ملكت كيانها فأخذت الكلمات تبحر في شرايينها مارة بقلبها قبل أن 

تخرج للملأ على شكل رسالة عسى أن تصيبهم عدوى التصوف ويسعدوا بحب المولى

ومن أشعارها في إحدى قصائدها التي تصف حب الخالق تقول:


عـرفت الهـوى مذ عرفت هـواك        وأغـلـقـت قلـبـي عـمـن سـواك
وكــنت أناجيـــك يـــا من تــرى         خـفـايـا الـقـلـوب ولسـنـا نـراك
أحبـــك حـبـيــن حـب الهـــــوى          وحــبــــاً لأنـــك أهـــل لـــذاك
فــأما الــذي هــو حب الهــــوى          فشـغلـي بـذكـرك عـمـن سـواك
وأمـــا الـــذي أنــت أهــل لــــه          فكـشـفـك للـحـجـب حـتـى أراك
فـلا الحـمد فـي ذا ولا ذاك لـــي          ولـكـن لك الـحـمـد فـي ذا وذاك
أحبــك حـبـيـن.. حــب الهـــوى          وحــبــــاً لأنــــك أهـــل لـــذاك
وأشتـاق شوقيـن.. شوق النـوى           وشـوق لقرب الخلـي من حمـاك
فأمـا الــذي هــو شــوق النــوى          فمسـري الدمــوع لطــول نـواك
وأمــا اشتيـــاق لقـــرب الحمـــى         فنــار حيـــاة خبت فــي ضيــاك
ولست على الشجو أشكو الهوى          رضيت بما شئت لـي فـي هداكـا


رابعة العدوية (أم الخير)

قصيدة كأسي:


كأسي وخمري والنديم ثلاثة
وأنا المشوقة في المحبة: رابعه

كأس المسرة والنعيم يديرها
ساقي المدام على المدى متتابعه

فإذا نظرت فلا أُرى إلا له
وإذا حضرت فلا أُرى إلا معه


وتخللت مسلك الروح مني
وبه سمى الخليل خليلا

فإذا ما نطقتُ كنت حديثي
وإذا ما سكتُ كنت الغليلا


قصيدة راحتي في خلوتي: 


راحتي يا أخوتي في خلوتي      وحبـــــيبي دائماً في حضرتي
لم أجد لي عن هـواه عوضاً     وهـــــواه في الــــبرايا محنتي
حيثما كنت أشاهد حسنه          فـــــهو محرابي إليه قبــــلتي

   إن أمت وجداً وماثم رضا        واعناني في الورى وشـــــــقوتي
يا طبيب القلب يا كل المنى       جد بوصل منك يشفي مهجتي

 يا ســروري وحياتي دائماً         نشأتي منك وأيضاً نــــــشوتي
قد هجرت الخلق جميعاً أرتجي     منك وصلاً فهل أقضي أمنيتي

من أقوالها

محب الله لا يسكن أنينه وحنينه حتى يسكن مع محبوبه.
اكتموا حسناتكم كما تكتمون سيئاتكم.
إني لأرى الدنيا بترابيعها في قلوبكم، إنكم نظرتم إلى قرب الأشياء في قلوبكم فتكلمتم فيه
سئلت رابعة أتحبين الله تعالى؟ قالت: "نعم أحبه حقا"، وهل تكرهين الشيطان؟ فقالت: "إن حبي لله قد منعني من الاشتغال 
."بكراهية الشيطان

توفيت رابعة وهي في الثمانين من عمرها سنه (180 للهجري) وبذلك فقدنا علماً من أعلام التصوف الإسلامي

 وقد بني في القاهرة عام 1993 مسجد على اسم رابعة العدوية بمدينة نصر وأطلق على الميدان المقابل للمسجد اسم ميدان رابعة 
العدوية.



0 التعليقات:

إرسال تعليق

الأكثر مشاهدة

أرشيف المدونة